نظمت لجنة التأصيل الإسلامي للعلوم التابعة للندوة العالمية للشباب الإسلامي ،عضو المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغثة ، ضمن سلسلة اللقاءات العلمية التي تقيمها بصفة دورية بمقر الأمانة العامة بالرياض حلقة نقاش تحت عنوان " السلطات العامة في منظومة التشريع الإسلامي لنظام الحكم " وذلك يوم الأربعاء 29/3/1438هـ الموافق 28/12/2016م .
شارك فيها نخبة من المفكرين والعلماء والباحثين وتحدث فيها د.سعد بن مطر العتيبي أستاذ السياسة الشرعية في المعهد العالي للقضاء .
في بداية اللقاء تطرق د. العتيبي لمعنى "مصطلح السلطات" وبين أن فيه تداخل مابين الفقه والعلوم السياسية والنظريات الفلسفية ومبدأ الحريات والعدل، كما تطرق للتعريف اللغوي لمعنى "السلطة" الذي هو جمع سلطات بمعنى القهر والغلبة والتمكن والتحكم بغض النظر عن السبب كونه شرعياً أو غير شرعي.
وتساءل العتيبي عن إشكالات مصطلح " السلطة " وهل هناك وجود تلازم بين السلطة بمعنى التسلط والاستبداد ؟! وكيف تعامل العلماء والفلاسفة مع هذا المصطلح ؟!
وتطرق د. العتيبي إلى النظرية الفلسفية التي تحاول أن تتخيل العالم بلا سلطة وإلى أفلاطون و"مدينته الفاضلة" التي ظهر فيها الاستبداد حين دعا إلى إخراج المعاقين من المدينة الفاضلة وكذلك المدرسة الفوضوية الحديثة والمدرسة الماركسية التي أصبحت مثالاً صارخاً للاستبداد.
وخلص العتيبي إلى أن فكرة الاستبداد في السلطة من قبل الحاكم غير واردة في نظام "الحكم الإسـلامي" فبالنـسبة للرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم- كان يتمتع بصفات خاصة ميزه الله - سبحانه وتعالى- بهـا عن بقية البشر، وفي مقدمة هذه الصفات أنه معصوم من الخطأ بأمر الله، وهذا يجعل من ممارسته للسلطات في الدولة أمراً لا يؤدي بأي حال من الأحوال إلى الاستبداد.
أما بالنـسبة للخليفـة أو الإمام أو رئيس الدولة في الإسلام فهو يعتبر خليفة رسول الله في تطبيق الشريعة الإسـلامية، ولا يجوز له مخالفتها، كما أن الأصل أن يتم اختيار الخليفة وفق صفات خاصـة ورد الـنص عليهـا صراحة في أحكام الشريعة الإسلامية، والتي أهمها العدالة والعلم والنزاهة وهذه الصفات تمنعه عند القيام بممارسة أعباء السلطات من الاستبداد.
وفي ختام اللقاء علق عدد من أساتذة الجامعات والنخب العلمية على المحاضرة و أسهموا في إثرائها من خلال مداخلاتهم ومشاركاتهم العلمية الرصينة.