تشير الاحصائيات الصادرة عن المنظمات الدولية والإقليمية ومنها المنظمات التابعة للأمم المتحدة إلى أن 45% من السكان في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي , فيما يعاني 22% من انعدام الامن الغذائي الحاد , وذكر تقرير صادر عن منظمة اليونيسيف أن 47% من الأطفال في اليمن تحت سن الخامسة مصابون بالتقزيم وأن 13% مصابون بالهزال , في حين يعاني 30% من الأطفال من مرض سوء التغذية الحاد , وهو معدل يتجاوز بكثير معدل الطوارئ في العالم وهو 15% .
وأكد المتحدث الرسمي لليونيسيف في اليمن محمد الأسعدي أن قرابة (21) مليون مواطن في اليمن بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية منهم (10) ملايين طفل ، وقال إن (2.5) مليون طفل معرضون لخطر الإصابة بأمراض الإسهالات وأن (1.5) مليون طفل تحت سن الخامسة معرضون لخطر سوء التغذية العام منهم (370) ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد .
من جانبه قال جوليان هارنس ممثل اليونيسيف خلال مداخلته عبر الهاتف في مؤتمر صحافي عقد بالمقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف إن الوضع الاقتصادي في اليمن وصل إلى حافة الخطر , وأضاف هارنس أن قرابة 60% من عدد سكان في البلاد أصبحوا تحت خط الفقر .
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه السيد توربين دو المدير القطري لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في اليمن " إن هناك جيل كامل يمكن أن يصاب بالعجز بسبب الجوع وناشد توربين دو في تصريح له المجتمع الدولي للإسراع في تقديم الدعم العاجل للشعب اليمني , وكان البرنامج أعرب عن قلقه المتزايد جراء تدهور وضع الأمن الغذائي في اليمن وتزايد معدلات سوء التغذية لدى الاطفال , حيث جاء في بيان صحفي صادر عن البرنامج في الخامس والعشرين من اكتوبر الجاري أن النزاع في اليمن يسبب خسائر فادحة للأشخاص الأكثر احتياجاً لا سيما النساء والأطفال , وأضاف البيان أن الجوع يتفشى بين السكان ويزداد كل يوم حيث استنفدت معظم الأسر الفقيرة كل ما لديها من استراتيجيات للبقاء .
وللإسهام في توفير الحلول الممكنة بالشراكة مع العديد من المنظمات الدولية والإقليمية والعربية بادرت جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية كعادتها في إطلاق حملة " معا لإنقاذ سكان تهامة من المجاعة " حيث هدفت الحملة الى تقديم تدخلات عاجلة يتم من خلالها توزيع الغذاء لإنقاذ حياة عشرات الألاف من الأسر المهددة من خطر الموت والمجاعة في عدد من المديريات بالساحل التهامي خصوصا بعض مديريات محافظة الحديدة مثل مديرية التحيتا والدريهمي والخوخة والمخاء التي ظهرت فيها بوادر المجاعة وسجلت العديد من حالات الوفاة هناك بسبب الجوع .
وفي هذا الإطار وزعت الجمعية خلال شهري سبتمبر واكتوبر الماضيين (4206) سلال غذائية مكونة من الدقيق والسكر والأرز والبقوليات والزيت والحليب بالشراكة مع قطر الخيرية ومنظمة IHH التركية وبجهد ودعم ذاتي أيضا من قبل فرع الجمعية في المحافظة , حيث استفاد منها (4206) أسر في مديريات التحيتا والدريهمي والخوخة والمدينة والحالي والميناء والحوك ومديرية باجل , كما نفذ فرع الجمعية ثلاث عيادات طبية متنقلة تم خلالهن المعاينة وصرف العلاجات اللازمة لعدد (821) فردا في مديريات باجل والزهرة واللحية .
وتحتاج الجمعية إلى ما يزيد عن (5.5) ملايين دولار أمريكي لتوفير السلال الغذائية اللازمة لعدد (68750) أسرة محتاجة للغذاء تم حصرها في الساحل التهامي ليتم توزيعها خلال شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين .
كما أن الجمعية بهذا الصدد تقدم شكرها وتقديرها البالغ لشركائها الذين أسهموا معها في تقديم تدخلاتها الغذائية , كما يطيب لها أن تجدد دعوتها " عبر هذا النداء " لجميع الشركاء المحليين والدوليين للإسهام في دعم حملة " مواجهة المجاعة في تهامة " وتقديم ما أمكن تقديمه في مجال توزيع الغذاء ومكافحة سوء التغذية الحاد وتوفير مياه الشرب والأدوية والعلاجات اللازمة للحد من تفشي المجاعة وانتشار الأمراض المعدية في محافظة الحديدة وبقية مديريات الساحل التهامي .